Friday, 11 November 2011

حرية ما بعد منتصف الليل .. !!


بعد أن أسدل الليل ستاره و أطفئ السكان أنوار بيوتهم
و ركض الأبناء إلى أحضان والديهم ليطبعوا قبلة على جبينهم
متمنين لهم ليلة سعيدة و هنيئة  داعين الله أن يرونهم في الغد
و بينما لا يزال الليل يضرب ستاره و الأنوار تقل في المدينة
و بدأ نور القمر يفرض نفسه على أعمدة إنارة الكهرباء
بدأ هذا الرجل في نفض ما تبق من نوم عن كاهله ليبدأ يومه
و في طريقه إلى غرفة المعيشة يقوم الرجل بنهش جسده بيده
يده اليمين يضعها متثائباً على ثمه و اليسار يحك بها كتفه
تحسس الرجل المنضده الموجودة في نهاية المرر ليجد سيجارته
أشعهلها و أغلق عينيه و أخذ بالسيجاره نفساً عميقاً فرد كتفيه
و بعدها توجه إلى حاسوبه المحمول و فتح إحدى مواقع الإنترنت
و كتب: ....
نعيش أحرار و نموت أحرار و لن يجبرنا كائن كان للخضوع
و العدالة و الحرية سيبقيان نصب أعيننا و لن نمنعنا عنهما أحد
و بدأ الآن في حك شعر رأسه المجعد باليد التي تحمل السيجاره
محاولاً أن يستدرك الكلمات وشحذ الحروف فهي لا تأتيه طواعية
ترك الحاسوب و توجه إلى المطبخ لتحضير كوب من القهوة السوداء
و المغسلة مملوءه بالأطباق المتسخة و رماد السجائر مبعثر عليها
و من بين هذه القذارة سحب كوب أسود اللون و قام بتشغيل الإبريق
و ذهب إلى جهاز الحاسوب فهناك فكرة خطرت على باله الآن
فكتب: ...
الشعب يريد و تعيش الديموقراطية و ليحيا كل مواطن حر  و أبي
و ليسقط عبدة النظام و الموالين للحكومة و من يمتدحها و حكامها
ترن: ...
ضرب بقبضة يده على الطاولة بضربة كادت أن تخرج الحروف 
من الحاسوب لتسقط على الأرض و زادت دقات قلبه و كذلك أنفاسه
أزعجه صوت إبريق الماء فلا الوقت و لا الحدث يتحمل هذا الإزعاج
فالأفكار لا تأتي لأنها مشوشة و لا تستند على ما يدور في الواقع
بدأ يتصبب من العرق و بدأت رائحته النتنه الآن نتنشر في المكان
و ترن أخرى: ...
هذه المرة رن هاتفه المحمول و قال له صاحب الإتصال هات البشارة
ما هي أخبار الإثارة و أخبار الحرية و العدالة و حقوق الشعب
رد عليه الأفكار مشوشة و الرؤية التي تنشدونها لا تحاكي الواقع
و البيئة رافضة لهذه الأفكار فهي ترى ما نحاول تشويهه و إخفائه
قال المتصل هذه بسيطة لك مني فكرتين تحرك مياهك الراكدة
فاكتب التالي: ...
الوظائف يشغلها الأجانب و المواطن مسكين فهو لا حول له ولا قوة
و أموال البلاد تسق البعيد لا القريب و الحال فيها من سيء  لأسوء
و الحكومة راضية مرضية فلا حسيب و لا رقيب و نحن في خبر كان
فرحمة الله على والدنا زايد فذهبت أيامه و حسبنا الله و نعم الوكيل
كتبها كما سمعها و فعلها كما تعود أن ينصاع لهم بدون إدراك
و بث أفكاره ليلتقطها بعض السيارة ممن يفهم و من يعتقد بأنه يفهم
فالأهم أن يكتب و أن يصرخ باسم الحرية و العدالة و الديموقراطية
و في الصباح ألتقطها البعض التي أبهرتهم هذه الكلمات الثقال
و أعادوا إرسالها و أعادوا تغريدها و عملوا لهم الفولو و الريتوييت 
انتهى ...