بلغ السيل الزبى من رئيس عملي .. !!

هذه ليسـت قـصـة من قـصـص ألف ليلة و ليـلة
و لم يكتبها ابن المقفع في كـتـاب كلـيـلة و دمـنـة
و هي ليست بمقال كتب في إحدى صـحـف المعارضـة
و لا قـصاصة ورق مـررت إلى لجـنـة حقوق الإنسان
هي مأساة أنا أعيشها منذ سنتين و عبر السنين و اعتقد للأبد

قـد تـلاحظـون إنخـفاض مستوى كشاركاتي مؤخراً
و إنعـدام رغـبـتي بالـتـواجد في المنتدى كأمر حتمي
نتيجة إنعكاس رغبتي بعدم التواجـد في الـعمل بالأساس
فعـلى مـر هذه السنـتين لم اذكـر قيامي بأخذ إجازة
فالإجازات التي أخذتها ليست من رصيد إجازتي السـنوية
فهي إما مرضية و مع هذا أعمل نصـف ساعـات العمل
و اتلقى مكالمات من رؤسـائي في العـمل و من الموظفين
و أحيـانـاً يطلب مني أن أقوم بالعمل و أنا منهك جسدياً
و في كثـير مـن الأحـيان كنت أبقى صاحياً طول الليل
حتى انفذ بعض الـطـلـبات التي يطلبها رب العمل مني
و حـتى مصـير نـومي معلق في يديه و لا أجروء أن أنام
حتى انفذ ما يطلب مني و يعطيني إشارة السـمـاح بالنوم
و عملي يتطلب مني القيام مـن النـوم في أبـكر الصباح
و علي أن أقوم من النـوم قبـل رئيس عملي في كل الأيام
و لا أريـد أن أتـطـرق للعواقب إن استيقظت يوماً بعده

أحسد كثيراً أصدقـائي الـذين يعملون في وظائف أخرى
حيـث يستطيـعون حجز إجازتهم السنوية مقدماً و بيسر
و يتضـاعف عندي الحسد حين أسمعهم يخاطبون رؤسائهم
و يعلمونهم بأنه يتعذر عليهم العمل غداً فيسمح لهم بالغياب
و أنا هنا لا أستطيع أن أطلب راحة لنصف يوم على الأكثر

انتهى .. !!

خطر هذا الموضوع على بالي اليوم و أنا املئ طلب الإجازة
للـشـهر القادم لأن الكيل طفح عندي و بلغ أشد أشده
فتـذكرت مـيري و تشـاندرا و أمينة و غيرهن و غيرهن
و تذكرت خادماتنا الأنـدونيـسيات و صديقاتها الفلبينيات
اللآتي يعملن الآن عندي بدون كلل أو شكوى بصوت عالي
فـلم تـقم أياً منهن بإخطاري مقدماً بأنهن لن يعملن غداً
فهن ينـمـن و هن يعلمن بأن غداً سيكون يوم عمل آخر

المـوضـوع لا يحتوي على طـبـل و لا على سلم إيقاع
لأطبل لمواضيع حقوق الإنسـان و أوضـاع العـمالة هنا
إنما كمـا أسـلـفت .. فكرت خطرت على بـالي اليوم
و أحسست فيها بمعنى الأسى و المعاناة و نوعاً مـن العبودية