Thursday 11 December 2008

الرافعة .. و ما أدراك ما الرافعة .. !!


بكل صراحة صعقت من مستوى عمود عبدالله رشيد المحترم
و موضـوعه الإنـشـائي الـذي لـم أفـهـم ما يـريـد الـوصـل إليه
فأنـا تهـت ما بين الرافعة و موضوع معايير الأمن و السلامة

اتمنى منكم استبدال كلمة ((الرافعة)) بكلمة أخرى ((كالسكينة))
أو حتـى كلـمـة ((الزجـاج)) أو ((الـسيكل)) أو أي كلمة أخرى
و لـن يـتأثـر الـمـوضوع نهـائـيـاً لأنه لا يتكلم عن شيء معين

هـذا المـوضـوع لـيـس بإنتـقـاد شخصي للكاتب لعبدالله رشيد
إنما انتقاد لموضوع المقال و مـحـاولة الـكـاتب الكتابة يومياً
و عدم التطرق لموضوع معين أو مهم أو حل يخدم المجتمع

إليكم المقال .. !!


تعددت مؤخرا حوادث سقوط الرافعات في مواقع البناء التي
مازالت تحت الإنشاء، فخلال شهري نوفمبر وديسمبر وقعت
ثلاث حوادث في أبوظبي، اثنتان منها لسقوط رافعات وأخرى
لتساقط أجزاء من مبنى تحت الإنشاء نتيجة قيام رافعة بوضع
أحمال زائدة فوق الأسقف والجدران!·· وتكرار هذه الحوادث
يعني وجود خطأ في النظام يسود في أكثر من موقع ولدى أكثر
من شركة مقاولات عند قيامها بعمليات إنشائية وعمليات بناء
ومقاولات·· يبدو أن هناك خللا ما يؤدي إلى وقوع حوادث
سقوط الرافعات أو ارتكاب من يقودها أخطاء جسيمة مثل
القيام بوضع أثقال بكميات زائدة عن الحد المعقول فوق أجزاء
من البناء لم تزل تحت الإنشاء، أو عدم تقدير قائد الرافعة
للأطوال والأحجام والمسارات وارتكابه أخطاء قاتلة تؤدي
إلى وقوع كارثة·· والنتيجة واحدة في كل هذه الأحوال وهي
وقوع كارثة بسبب الرافعة·· هذا يعني وجود خلل ما، وهذا
الخلل لا يؤدي فقط إلى إتلاف الممتلكات العامة والخاصة معا،
بل يتسبب في إزهاق الأرواح لعمال أو فنيين أو مدنيين
يعملون في الموقع، وأحيانا يؤدي هذا الخلل إلى فقدان أناس
أبرياء أرواحهم أو إلحاق الأذى بهم على أقل تقدير·

فإذا انحرفت الرافعة عن مسارها وعن خط سيرها بسبب خطأ
بشري وتدهورت فوق سيارات أو أناس يسيرون بأمان الله
بالقرب من موقع العمل، فإن المصيبة تكبر لتكون بحجم ووزن
الرافعة ذاتها، وفي هذه الحالة قد يرتفع عدد الضحايا من
الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مروا بالقرب من منطقة
الأعمال والإنشاءات فقط!·· فالمصيبة تكبر إذا سقطت رافعة
أو أجزاء منها خارج منطقة ومحيط العمل، وهبطت من
السماء كالقدر المكتوب فوق سيارة أو منزل مجاور أو تجمع
بشري، وهذا حدث في إمارة الشارقة منذ عام ونصف تقريبا
عند أحد الأبرج الحديثة التي كانت تحت الإنشاء في المنطقة
الواقعة على الطريق المؤدي إلى دبي··

وفي دبي وقع حادث مماثل عند أحد الجسور، التي كانت لحظة
وقوع الحادث لا تزال قيد الإنشاء ووقع العديد من الضحايا···
تقارير الدفاع المدني والشرطة أفادت أن أسباب هذا الحوادث
متشابهة تقريبا، فالحادثتان وقعتا عندما وقعت رافعات أو
أجزاء منها تعمل لإتمام العمل في مبان وجسور كانت آنذاك
تحت الإنشاء، فوق تجمع عمالي وسيارات واقفة بالقرب من
مواقع العمل·· وهنا يكبر حجم الكارثة، فيؤدي سقوط الرافعة
أو جزء منها إلى وقوع قتلى وإصابات مميتة ومآس لا يعلم
مداها إلا الله··· فالرافعة لا ترحم، لأنها عبارة عن كتل
وأطنان من الحديد الصلب يتساقط فوق أجساد البشر·· ولو أن
الخطأ كان جسيما بصورة أكبر وخرجت الرافعة عن السيطرة
كليا فوقعت في الطريق العام، ستكون قوة الدمار وحجم
الأضرار خارج التصور·!

No comments: