Tuesday 12 January 2010

لماذا هذه ((القرقرة)) الآن .. !!





أصـبح الحديث عن العجز المالي في ميزانية دبي الشغل الشاغل
لكثير مـن كتاب الأعمـدة الذيـن يحـاولـون بفهم منهم أو بغير فهم
أن يتطـرقوا للأسباب و وضع الحلـول لكـل ما يحصـل فـي دبي
و منها عـلى سبـيل المثال التحدث عن الإنفاق الزائد الغير مبرر
و كثرت الهيئـات و اللجـان و بالتـالـي زيـادة مصـاريـفها العامة
بالإضـافـة إلى الإشـارة الـمـبـاشـرة و الغـيـر مـبـاشـرة للـتبذير
و إقرانها بالفساد عنوة حتى إن كان الموضوع لا يحتمل الـفساد

مصيبـتنا تكمن في إعطاء منابر إعلامية لإعلاميين ((تبع كله))
يكتبون علـى كل سمـاء و يقـفزون بأقلامهم على جميع المدارات
شخصياً لا إعتراض عنـدي علـى التطـرق بشـكـل عـام للأمـور
لكن مـن المهـم جـداً أن يُعطـى كل ذو تـخصص فرصته للظهور
و التفسير لما يحدث بدون إرباك و تشويش لذهن المتلقي العادي

طالبـت فـي السـابـق و قـبـل الأزمة بمصداقية الإعلام و الكتاب
و أن يُـعـطى الخـبـاز طـحـيـنـاً و أن يُعـطـى الـنـجـار شـاكـوشـاً
تحدثت بأهـمية استضافة المختصين للتحدث عن ما يحدث عندنا
فما حدث قـبـل الأزمـة كان حـراكـاً إعـلامـياً لتخدير الرأي العام
مـن خـلال اسـتضافة أصحاب المصالح للـتـحـدث عن المشاريع
و ما يحدث الآن بـعـد الأزمـة شـبيه تماماً لما حدث في الماضي
و محاولة صريحة لإقحام عنصريـن هما الفساد و هدر الأموال
في ما حدث مؤخراً في إمارة دبي و كأنها كانت مسببات الأزمة

عنـدمـا يكـون هـنـاك نمـواً سريعاً فإنه مـن البـديهي و المسلم به
أن يكون معدل الإنفاق أعلى عما هو عليه في الحـالات الأخـرى
و تنمـو الشـركـات و تـتـوسـع إلى تـصـل إلـى مـعـدل نمو ثابت
مـن خـلالـه تحـقـق الـشركات هوامـش ربح أكبر في هـذه الفترة
و مـع زيادة الـتـوسـعـات تزداد الـمـصـاريف العامة و التشغيلية
فـتـقـل هوامـش الربح لذلك تعود الشركـات للـحـجـم المناسب لها
و هذه ببساطـة دورة نـمـو أي مـؤسسة على وجهة هذه الأرض
و لا عـلاقة له بالتبذير و اللعـب بالـمـال و غيـرها مـن الأسباب

و لما ذكـر أعلاه فإنه من الطبيعي و كنتيجة حتمية للنمو السريع
خصوصاً عندما لا تجاري القرارات و التشريعات سرعة النمو
فإنه مـن الطبـيـعي أن يكـون هـنـاك مجـالاً لضـياع الإنـضـبـاط
و صـعـوبـة في تطـبـيـق المحـاسـبـة بشـكـلها الصحيح و تفعيلها
فـتـسـول أنـفـس مـن سولت لهم أنفسهم بالـعـبـث و التحايل أيضاً

يجب أن لا ننسى في الوقت نفسه موضـوع تـضـارب الـمصالح
كـسـبـب رئـيـسـي مـن أسـبـاب فـقـدان السـيـطـرة عـلـى الأمـور
بحيث يتم تنفيذ مشاريع و قـرارات مـعينة لمصلحة شركة معينة
و يتـم إرسـاء مناقصات معينة لمصـلـحـة شركات أخرى معينة
و ذلك لأن رئيس مجلس إدارة هذه الشركات هو الشخص نفسه
و من وجهـة نـظـري لا أجـد حـرجـاً فـي هـذه التعيينات المتعددة
إذا مـا كـان هـنـاك قانوناً أو لجنة عليا تمر مـن خلالها القرارات
بحيث تكون المـصـلـحـة الـعـامـة هـي العـليا و هو الهدف الوحيد

أود أن أوضـح بأن الـعـبـث بالمال الـعـام و الإنـفاق الغير مجدي
بالإضـافـة إلى الفساد و الـعـمـل حسب مصالح شـخصيـة بحـتـة
تـعـد أسباباً و ممارسات يجـب الضـرب عـلـيها بـيـداً مـن حـديـد
لكـن فـي الوقت نـفـسـه يجب على الإعلام التركيز على الأسباب
الحقيقية و الجوهـريـة الـتـي أدت لهـذه الحـالات الـتـي تم تناولها

أين كان الدور الإعلامي عندما كان يذر الرماد في عيون الناس
و عنـدما كـان يـطبـل بحـصولنا على مراكز متقدمة في الشفافية
و بأن الأجـهـزة الرقـابـيـة و الـمـحـاسـبية تعمل على قدم و ساق
و أن الإمارات تعتبر قـبـلـة للـمـستـثمرين لقوة أجهزتها الرقابية
و فجأة و بدون سـابـق مقدمات بدأ الإعلام بدوره السلبي المعتاد
في ذر الرمـاد فـي العيون و توضيـحـه لحقـائـق لم تـكـن غـائـبـة
إلا عـن الإعلام نفسـه أو حقـائق غيب الإعلام نفسه بنفسه عنها
لكن هذه المرة ممتدحاً الأجهزة الأمنية و الرقابية بدورها القوي
في الكشف عن هؤلاء الذين خانوا الأمانة و سرقواً أموال الدولة

عذراً على الإطالة .. فالسيل بلغ الزبى .. !!

No comments: