
أصـبح الحديث عن العجز المالي في ميزانية دبي الشغل الشاغل
لكثير مـن كتاب الأعمـدة الذيـن يحـاولـون بفهم منهم أو بغير فهم
أن يتطـرقوا للأسباب و وضع الحلـول لكـل ما يحصـل فـي دبي
و منها عـلى سبـيل المثال التحدث عن الإنفاق الزائد الغير مبرر
و كثرت الهيئـات و اللجـان و بالتـالـي زيـادة مصـاريـفها العامة
بالإضـافـة إلى الإشـارة الـمـبـاشـرة و الغـيـر مـبـاشـرة للـتبذير
و إقرانها بالفساد عنوة حتى إن كان الموضوع لا يحتمل الـفساد
مصيبـتنا تكمن في إعطاء منابر إعلامية لإعلاميين ((تبع كله))
يكتبون علـى كل سمـاء و يقـفزون بأقلامهم على جميع المدارات
شخصياً لا إعتراض عنـدي علـى التطـرق بشـكـل عـام للأمـور
لكن مـن المهـم جـداً أن يُعطـى كل ذو تـخصص فرصته للظهور
و التفسير لما يحدث بدون إرباك و تشويش لذهن المتلقي العادي
طالبـت فـي السـابـق و قـبـل الأزمة بمصداقية الإعلام و الكتاب
و أن يُـعـطى الخـبـاز طـحـيـنـاً و أن يُعـطـى الـنـجـار شـاكـوشـاً
تحدثت بأهـمية استضافة المختصين للتحدث عن ما يحدث عندنا
فما حدث قـبـل الأزمـة كان حـراكـاً إعـلامـياً لتخدير الرأي العام
مـن خـلال اسـتضافة أصحاب المصالح للـتـحـدث عن المشاريع
و ما يحدث الآن بـعـد الأزمـة شـبيه تماماً لما حدث في الماضي
و محاولة صريحة لإقحام عنصريـن هما الفساد و هدر الأموال
في ما حدث مؤخراً في إمارة دبي و كأنها كانت مسببات الأزمة
عنـدمـا يكـون هـنـاك نمـواً سريعاً فإنه مـن البـديهي و المسلم به
أن يكون معدل الإنفاق أعلى عما هو عليه في الحـالات الأخـرى
و تنمـو الشـركـات و تـتـوسـع إلى تـصـل إلـى مـعـدل نمو ثابت
مـن خـلالـه تحـقـق الـشركات هوامـش ربح أكبر في هـذه الفترة
و مـع زيادة الـتـوسـعـات تزداد الـمـصـاريف العامة و التشغيلية
فـتـقـل هوامـش الربح لذلك تعود الشركـات للـحـجـم المناسب لها
و هذه ببساطـة دورة نـمـو أي مـؤسسة على وجهة هذه الأرض
و لا عـلاقة له بالتبذير و اللعـب بالـمـال و غيـرها مـن الأسباب
و لما ذكـر أعلاه فإنه من الطبيعي و كنتيجة حتمية للنمو السريع
خصوصاً عندما لا تجاري القرارات و التشريعات سرعة النمو
فإنه مـن الطبـيـعي أن يكـون هـنـاك مجـالاً لضـياع الإنـضـبـاط
و صـعـوبـة في تطـبـيـق المحـاسـبـة بشـكـلها الصحيح و تفعيلها
فـتـسـول أنـفـس مـن سولت لهم أنفسهم بالـعـبـث و التحايل أيضاً
يجب أن لا ننسى في الوقت نفسه موضـوع تـضـارب الـمصالح
كـسـبـب رئـيـسـي مـن أسـبـاب فـقـدان السـيـطـرة عـلـى الأمـور
بحيث يتم تنفيذ مشاريع و قـرارات مـعينة لمصلحة شركة معينة
و يتـم إرسـاء مناقصات معينة لمصـلـحـة شركات أخرى معينة
و ذلك لأن رئيس مجلس إدارة هذه الشركات هو الشخص نفسه
و من وجهـة نـظـري لا أجـد حـرجـاً فـي هـذه التعيينات المتعددة
إذا مـا كـان هـنـاك قانوناً أو لجنة عليا تمر مـن خلالها القرارات
بحيث تكون المـصـلـحـة الـعـامـة هـي العـليا و هو الهدف الوحيد
أود أن أوضـح بأن الـعـبـث بالمال الـعـام و الإنـفاق الغير مجدي
بالإضـافـة إلى الفساد و الـعـمـل حسب مصالح شـخصيـة بحـتـة
تـعـد أسباباً و ممارسات يجـب الضـرب عـلـيها بـيـداً مـن حـديـد
لكـن فـي الوقت نـفـسـه يجب على الإعلام التركيز على الأسباب
الحقيقية و الجوهـريـة الـتـي أدت لهـذه الحـالات الـتـي تم تناولها
أين كان الدور الإعلامي عندما كان يذر الرماد في عيون الناس
و عنـدما كـان يـطبـل بحـصولنا على مراكز متقدمة في الشفافية
و بأن الأجـهـزة الرقـابـيـة و الـمـحـاسـبية تعمل على قدم و ساق
و أن الإمارات تعتبر قـبـلـة للـمـستـثمرين لقوة أجهزتها الرقابية
و فجأة و بدون سـابـق مقدمات بدأ الإعلام بدوره السلبي المعتاد
في ذر الرمـاد فـي العيون و توضيـحـه لحقـائـق لم تـكـن غـائـبـة
إلا عـن الإعلام نفسـه أو حقـائق غيب الإعلام نفسه بنفسه عنها
لكن هذه المرة ممتدحاً الأجهزة الأمنية و الرقابية بدورها القوي
في الكشف عن هؤلاء الذين خانوا الأمانة و سرقواً أموال الدولة
عذراً على الإطالة .. فالسيل بلغ الزبى .. !!
No comments:
Post a Comment