Tuesday 2 February 2010

خطوة إلى الأمام .. و ثلاث إلى الخلف .. !!






أن تتخذ خطوة إلى الأمام فهذا بالتأكيد أمر يدعو إلى الفرح و يبث التفاؤل
خصوصاً إذا ما كان في هـذه الخطـوة تغييـراً لمفهوم و كانت ذات مبادرة
و طبعاً ستكون مقرونة بنونية من التطبيل و المـديح و البهرجة الإعلامية
إذا ما كـانـت فعـلاً ذات بصمـة و أحـدثت تغييـراً و كان مـلمـوساً و واقعاً

لكن خيـبـت الأمـل تأتـي قـاسيـة عندما ترجـع إلى الـوراء ثـلاث خـطوات
بعد أن تعتـقـد بأنـك في المقـدمة و أنك أحدثت تغييراً لمفهوم مـا أو صيحة
و ذلك عن طريق إلغاء كل قرار إتخذته في سبيل التقدم خطوة إلى الأمام

شخصياً لا أجد ضير في إتخاذ قرار الرجوع للخلف خطوة أو حتى ثلاث
طالما كنت مـدركاً لـصعـوبتـهـا و تـدرك عـقباتها و صعوبة المضي فيها
لكن عندما تكون هذه الخطوة للأمام في نظـرك إنتصاراً لك و لعـبـقريتك
و خيبة لمن هم حولك و دليلاً على تقوقعهم و على عدم درايتـهم و فـهـمهم
و فجأة تجد بأنك لم تكن على قدر هذه الخطوة و لم تكـن كفء لمواصلتها
و تـرجع الأمـور علـى ما كـانت علـيـه في هـدوء بدون نونيات و معلقات
و بدون أن ينبهك من هز لك أوساط الـحروف ثناءاً و مديحاً بأنك مخطئ
فأعلم بأنك رجعت للوراء ثلاث خطوات و كنت الطـرف الخـاسـر الأكبر
و الفائز الأكبر كان من بقي في موقعه مدركاً بأن هذه الخطوة لم تحن بعد
لأنه على يقين بأن هناك قرارات لا تتخذ لتكسب تصفيق المطـبـلـيـن فـقط
لأنه قـد يكـون خـسـر هـذا التصفيق و هز أوساط الحروف و جمل المديح
لكنه على أقل تقدير كسب احـتـرامـه لنـفـسه و فرضه احترامه على غيره
و قد يختفي من طبل يوماً ما و مجد خـطـوة مـا عـن الأنـظـار و يـتوارى
لـكـنـه سيـعـيـش مـع نـفـسـه فـي حـيـرة بـعـدما فقد مصداقيته و ضـمـيـره

No comments: